أكدت أوساط سياسية بارزة لصحيفة "الراي" الكويتية خشيتها من زيادة تَفاقُم الأوضاع الداخلية في المرحلة المقبلة في ظل المراوحة الكبيرة التي تحاصر أزمة ​الفراغ الرئاسي​ والتي لا ترى الاوساط ان ثمة أفقاً معقولاَ لخروجها من النفق المسدود في وقت قريب.

ولفتت في هذا السياق الى ان وتيرة التحركات السياسية التي تتصل بالأزمة الرئاسية سجّلت تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة خصوصاً بعد محطة الذكرى 11 لـ 14 آذار وسفر رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الى باريس في زيارة وصفت بأنها عائلية وعاد منها امس.

وتشير الأوساط الى ان لوحة إقليمية جديدة بدأت تداعياتها ترخي بذيولها على الواقع اللبناني ولن تكون على الأرجح لمصلحة الدفع بالجهود الآيلة الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية في وقت منظور. واذ لاحظت ان غالبية القوى اللبنانية تتجنّب حتى الآن التعامل مع تداعيات الانسحاب الروسي من سوريا وتتريّث في قراءتها ريثما يتضح حجم هذا الانسحاب وأهدافه ودوافعه غير الواضحة تماماً بعد، فهي لا تخفي ان ثمة إرباكاً داخلياً امام هذا التطور مثلما حصل لدى بداية التدخل الروسي العسكري في سوريا، لكن الإرباك اللبناني الحالي يبدو أشدّ وقعاً من السابق بعدما ثبت ان موجات الرهانات الداخلية صعوداً وهبوطاً في مختلف الاتجاهات لم تكن لها اي صدقية واقعية وان لبنان متروك دولياً لمصيره وسط تَصارُع القوى الاقليمية وحدها، الأمر الذي يبقي أزمته رهينة الصراع الايراني - السعودي والخليجي عموماً في شكل خاص.

وتعتقد هذه الأوساط ان تصعيد الإجراءات الخليجية في حقّ "حزب الله" ومؤيّديه في دول الخليج والتي بدأت تتخذ طابعاً غير مسبوق من الحدّة سيزيد تَفاقُم المناخات السلبية لدى الحزب في شأن الاستحقاق الرئاسي بما يُترجَم مزيداً من التشدد في موقفه المتمسك بترشيح رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون وتالياً عدم توقع اي مرونة او اي تطور ايجابي يفتح الطريق امام تسوية سياسية وشيكة في لبنان. كما ان الانسحاب الروسي من سوريا لن يجعل الحزب يساوم في المرحلة الطالعة قبل بلورة المشهد الجديد برمّته في الجوار اللبناني حيث بدأت معالم رسم الخرائط تسابق المفاوضات الجارية في جنيف حول الأزمة السورية، بدليل اعلان الأكراد امس النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم شمال سوريا، بما يعني ان أزمة لبنان تتجه الى مزيد من الارتهان للواقع الاقليمي.